طائر الرّوح
هيْمانُ أنا
مِن وحْشَتِها.
أهْتَدي بِالنّجْمِ
وَمُعَذِّبَتي
بِلا ساحلٍ.
كَمْ نادَيْتُها
يا بحْرُ.
تأخّرتْ
عنْ زِيارَتِي
أوْ لمْ
تَفِ بِالْمَوْعِدِ.
اَلْقلْبُ
يَرْسُمُها أيائِل.
تأخّرتْ يانَسْري
والرّوحُ ما
انْفَكّتْ تقْرَأُها
في اللاّوَعْيِ.
كمْ كتَبْتُ لَها
مِن مَنْفايَ.
حَدّثْتُها فِي
الْحُلْمِ كقَصيدَةٍ.
وكَمْ نادَيْتُ..
لَعلّها لَمْ
ترَ الصّورَةَ
لَمْ تقْرأْ لِيَ
أوْ لا تذْكُرُ
منْ أنا.
هِيَ الأمُّ..
تأْخُذُنِي إلَى
رَحِمِها الْكَوْنِيِّ.
عيْناها علَيَّ
شَجَرُ الْقَلْبِ.
أهِيَ غيْبٌ..
هِيَ الْعَنْقاءُ؟
أوْ مُقَدّرٌ أنْ
لا أراها ؟
تَمْتَدّ ُأفْرُعُ
شَعْرِها النّهارِيةُ
علَيّ فِي
قاعِ لَيْلٍ.
ظِلالُها في كُلِّ
الْجِهاتِ تَجيئُ.
ولا أدْري
مِنْ أيْنَ.
هذا البُعْدُ
يُقَرِّبُني مِن
الرّؤْيَةِ..
أنا أطْلبُ
حفْنةَ ماءٍ
والدُّنُوَّ مِن الْحضْرةِ.
وما دُمْتُ لَم
أصْبأ معَها فلَن
أحْضى بالرُّؤْيَةِ
أوْ أفوزَ بالحنّةِ
لنْ أعْثُرَ
على صاحِبٍ
على أخٍ أوْ وَطَنٍ
وَلنْ يَصُدّنِي
عنْ هذا شيء
ولا مُسْتقَرّ
لِطائرِ الرّوحِ.
هذا هُو الْوَجَعُ
وهذا نَشيجُ
غُرْبةِ القَصيدَةِ.
إذْ حيْثُما
ولّيْتُ وجْهِيَ
أسْألُ..
إنْ كُنْتُ على
وشْكِ أنْ أصِلَ
أوْ كانتْ تقْتَرِبُ
لِهذا أُقيمُ الليْلَ.
لأنِي مَدْعُوٌّ
إلَى فرَحٍ..
مُسافِرٌ إلَى
وَطَنٍ في إِرَمَ.
وإلاّ كيْف أقْتَرِبُ
مِنَ الدّفْءِ؟..
هذا هُو الْوَجْدُ.
لوْ تَنْفُخُ فِيّ
يااَللهُ ..
عسايَ أبْقى
حيّاً وأراها.
وتَجَلّيها
في حُضوري
أعَزُّ ما
يُطْلَبُ أيُّها الغِيابُ.
السِّدْرَة
لا منْظورَةٌ
ورَغْبَةً فِي
الْمَعْرِفَةِ مُسافِرٌ
ولا أتَوَقّفُ.
لَها فِيّ
غابَةُ رُموزٍ
وغُرْبَتانا
ياطائري واحِدَةٌ
وأنا غامَرْتُ..
حتّى أرى
أوْ أصِلَ.
أعِنّي يارَبُّ
على الرُّؤْيَةِ..
هذا عطَشي
الْحِسِّيُّ..
رُؤْيَتُها بَحْرُ
لَذّةٍ يَسْتَحْوِذُ
على هاجِسي.
توَحّدتْ فِيّ
الصّورَةُ كَامْرَأةٍ
تقْرأُ الشِّعْرَ..
لَها في نَفْسي
مُلْتَقى أنْهُرٍ
أراها كَنْزاً أمامي
وحَقِّ الْهَوى.
تَحْتَلُّني كَأنّما
بِيَ مَسٌّ تتَقَمّصُ
أحْرُفَ كُلِّ
ما أكْتُب..
في حظْرَتِها
تسْتَحْيي الشّموسُ
وتَفيضُ روحي
أنا إلَيْها مُسافِرٌ..
أقْرأُها في الشِّعْرِ
غَيْباً. ولا أدْري
إنْ كانتْ تَحْفَلُ
بِيَ أوْ تَرانِي.
تتَحَقّقُ أمامي
كَأنّما أصْطادُها
فِي سَوادِ لَيْلٍ.
اَللهُمَّ اجْعَلْ
عَليَّ نارَها في
هذا اللّيْلِ نوراً.
لَها في الْكَوْنِ
بَلاغَةُ أبْحُرٍ.
لا أدْري
لِماذا أُفَكِّرُ فيها
بِهذا الإلْحاحِ
وأثْملُ ساهِرا ً..
في انْتِظارِها
مُقَرَّحَ الجَفْنَيْنِ
بِسَنَواتِي السِّتين؟
لَعَلّ هذا لِأنّ
نَهاراتِها فِيّ..
تُحَدِّثُ أخْبارَها
أوْ رُبّما لأِنّها
كُلُّ ما
بَيْنَ يَدَيَّ .
لَو أنّْ مُعَذِّبَتِي
بَدتْ..
لاِمْرئِ القَيْسِ
ابْنِ حُجْرٍ
لَمّا قالَ:
(مُرّا بِي على
أُمِّ جُنْدُبٍ)
محمد الزهراوي
أبو نوفل
الجمعة، 22 سبتمبر 2017
منتدى شمس الأبداع للشعر والأدب... كتب الشاعر محمد الزهراوي أبو نوفل قصيدة بعنوان طائر الروح
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
مجلة سماء الإبداع للشعر والأدب الإلكترونية كتب الشاعر سليمان احمد العوجي قصيدة بعنوان على خط الزوال
على خطِ الزوال ---------------------------------- خائبون كجندٍ تحاصرهم خيانة كصبرٍ يحفرُ أنفاقَ الفرجِ بإبرةِ الوهم. منكوبون كمدنٍ سب...
-
"( أماه )" قضى الله بالموت من أتت بي إلى قبر الحياة فصبر جميل على ما قضى وماتت بقلبي جميع النساء ويهوى ف...
-
” أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ “ خنزير في العقول صَنَم في سَكَن الكفر مسكنه مسلكه رب يُعبد وأُناس جهلة يعبدونه يطوفون حوله...
-
سكنت مدى بأحجيتي هنا بيتا لأحزاني لأحضنه ويحميني ويحجب كل أشجاني فأضحى نسخة مني ولي مدد لأكفاني إلى أن جاءني بشر جليل الخلق ناداني ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق