الثلاثاء، 31 أكتوبر 2017

مجلة الأبداع للشعر والأدب الالكترونية كتب الشاعر طارق صابر عبد الجواد قصيدة بعنوان أنا الشهيد

أنا الشهيد
رن  هاتفي وساعة حائطي
تشير إلى الواحدة ودقائق من بعضي
أنه نداء العاشقان
وطفلي وحبيبتي نائمان
ارتديت عظام الرفاق من الشهداء 
قبلت طفلي وهدهدته
وقبلة أخرى على جبين حبيبتي
طالت أمدا حين أنفاسها لامسة
طاحونة رأسي الغارقة في هيكل الرصاصات
حينها كانت لا تدري أنني همست
بين عينيها إن عدت محمولا
فوق أطياب الغمام
فلا تغرقي رضيعي في الأحزان
ولا تملئي الحقول بعدي بالدموع
   بل أحفري قبري على السرير
كي أهدهد طفلي الصغير     
وأملأ مائدة قلبك بأوسمة الفخار
وعندما أنا والرفاق عدنا
أيادي وأقدام مقطعة
ملفوفة في دموع الأمهات
أتت حبيبتي تركض فوق أسنام الغمام 
ترتدي ظلي المبعثر
داخل قلبها في زوايا الأحزان
سئلت هل تستطيعين
التعرف على شهيدك
وكيف لا أعرف حبيبي
هذه الكف كانت على خصري تنام
وهاذي القدمان حملت صغيرنا
وداعبته قبل ألانفجار
لملمت رأسي ومعها
كومة من العظام
لفتها بوشاح حزنها
وحفرت قبري في صدرها
طفلي لن يبكي لن يصرخ
خوفا من سيارة مفخخة
أو هياكل تمشي من العظام
ولن يحفر في التلفاز
قبور من ألانتظار
لن يحفر نفسه قبرا
لجثث تمشي بدون أعضائها
بدون رأسا إلى مقابرها
فحين يتوق لي
يقبل قبري في صدر أمه
وينام كما كان بلا أحزان
طارق صابر عبدالجواد
الإسماعيلية
مصـــــــــــر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلة سماء الإبداع للشعر والأدب الإلكترونية كتب الشاعر سليمان احمد العوجي قصيدة بعنوان على خط الزوال

على خطِ الزوال ---------------------------------- خائبون كجندٍ تحاصرهم خيانة كصبرٍ يحفرُ أنفاقَ الفرجِ بإبرةِ الوهم. منكوبون كمدنٍ سب...