الخميس، 30 نوفمبر 2017

مجلة الأبداع للشعر والأدب الالكترونية كتب الشاعر د . المهندس إياد الصاوي قصيدة بعنوان عابر سبيل

( تابع قصة حرف) (20 ) ( جَلَسْتُ أَكتُبَكِ )  ..  بقلم عابرُ سبيل د.مهندس/ إيادُ الصَاوى.

غَفَتْ بِى .. فَاسْتَيْقَظتْ ..  وَنَادَتْ  :

أَلا تَكتُبنِى بِحرف.  ..  أو تَغمِزَ لِى بِطَرف  ..  !!!

فَجَاوبْتُها  :

لَمَّا رَآكِ القلبُ فيكِ تَعثَّرا   **  وَجَرى إليكِ وليسَ يَدرِى ما جَرى !!!

وَأخَذتنى الدَّهشةُ  !! ..  فَناديتُ حَرفِى .. فَلبَّانِى صَارِخا :

دَعوت مُجِيبا   ...   لِترىٰ عَجِيبا !!   ...   فقالَ :  مَالكْ ؟!!

فَقلتُ :

وَبِى شَوقٌ إلى مَن لا اراهُ   **    سِوى بالقلبِ يَحضُنُنى مَليَّا

يُبعثرُ غيابَ الجسمِ لكن    **    حُضورُ الرُوحِ يجمعُنا سَويَّا

فقالَ :   سَأنوبُ مَنابَك    ..   وأَكفِيكَ ما نَابَكَ ...

قلتُ :  أيَا حَرفى المِسكين    ...     إيَّاكَ وَسهمَ عَينيهَا  .. !!

فَتأتينى شَاكيا   ..   وتظلَّ باكِيا  !!

فتبسَّمَ تبسُّمَ ساخِر .. وقال لا أخشىٰ عُيوناً فى المَحاجِر  ...

قلتُ . :.  دونكَ فانظُر  !!   ..   وتهَامَستُ فى نفسى .. سَتطعنُه بِخِنجر  ...

فَتطلَّع إلى عَينيها  ... وَمالَ إليها    ..  ولمْ يتكَلم بكلام !!  ..

قلتُ :  تكلّم   . . أو   . .  سَلِّم .     ...    فقال:

كم قلتُ سوف أُذيقُها       **      غزَلَ المُحبِ المُستهَام

ولكم حَفظِتُ لأجلِها       **        أَحلى أحاديثِ الغرام

فإذا التَّفَتُّ لحُسنِها        **         سكتَ الكلامُ عن الكلام

وأضعتُ ما اعددتُهُ         **          حتى ابتدائى بالسلام

فقلتُ : لقد جِئتَ إِدَّا  ...     وَجُرتَ عن القصدِ  جِدا  !!

ما دَعوتُكَ إلا نَاصِرا ..  وَمُرشِداً مُبَصِّرا    .....   !!

  فقالَ :  أنا قِرنُ مَجالِك     ....  وَقرينُ جِدالِك !!

  فقلتُ :  متأمِّلا إياه  ..  وقد غَشاهُ ما غشاه  .. !!

بِربكَ مَالك ؟!  .. تَغير حالُك  ...  مُذْ ابصرتَ الجفون  ..

وسحرتَك العيون   !!....   فَتنهَّد تنهيدةَ أَسىٰ  .. وقالَ :  الأمرُ

هَكذا !!! 

قلتُ  :   سَارِرنِى بما جَرى لكْ   ..  لَعلِّى اُخَفِّفُ عنك   .. !!

  فقال:

شَقاوتُها تحركها     **        وتجعلُها تُغنينى

وتَجذبُنى بِضحكتِها    **     تُهيجُ لى براكينى

حبيبةُ قلبى مليكتى   **    أُحاكِيها تُنادينى

هواكِ يَضخُّ فى قلبى   **    دِمائى فى شرايينى

فقلتُُ  .. اسْتجمع قُواك   ..    وَتدبر أمر هَواك   ..  فأنا أخشىٰ

يَدبُّ بينكما الفِراق  ....  !!

  فلا زالَ يُحملِقُ إِلىَّ  ..   حتى خِفتُ أن يَسطُو علىَّ .. !!

وقال :

أنا ما خشيتُ من الفِراقِ لأننا  **   بالروحِ لا بالعين مُتصلانِ

والطَيفُ منكِ يزورنِى وأزورُه   **  فأنا وأنت معاً بكل مكانِ

فرمقتُ النقطةَ الخضراء .. فقلتُ : هَا هى هُناك .. اصدع بهواك

فنادها وناداها  ...    وسَارَرها وناجَاها   !! ..  

فتعجبتُ من أمرِهما .. وأقبلت إليهما  ..

فقلت لها  :  إن لى مَأربا  ..  ولحرفى مَطلبا   .. !!

  فقالت :  كِلَا المَرامَينِ سَيُقضَىٰ  ..  وكِلاهما سوف يرضىٰ    ..

قلت : خَبِّرينى ما قال لك  ؟؟!!

فقالت :  وقد علاها الحياء  .. ألفٌ وحاءٌ وَباء .... وقبل أن تنطقَ الكاف .. قلت : قولى ما قالهُ بإنصاف ...  !!

  فقالت : حرفُك مفتون ..  بحُبِّى مَجنون  .. سَمعتهُ يقول:

مِيلى بِرأسكِ فوقَ صدرى واسمعى **  دَقاتَ قلبٍ غيرَ حُبكِ لا يَعى

كُلُّ اللواتى زُرنَهُ غَادرنَهُ   **    لمَّا رأيتُكِ تسكُنينَ بأضلُعِى

لا تَحسَبى أنِّى عَشِقتُكِ لاهياً ** لا والذى أجرى بِخدى أدمُعِى

أنتِ التى قالت اُحِبكَ ليلةً  **  فلقيتُ فيها دون وَعىٍ مَصرعى

فَالتَفتُّ إلى حرفى المفتُون   ..  وقلت : تريث أيها المجنون !! 

فَفزِعَ من مَقالى  ..  وقالَ  : أنا ادرىٰ بِحالى ... !!

فقلتُ :  انظر شَأنك   ..  وَخبِّرنِى قَرارك ؟.. فقال:؟

قَررتُ حُبَكِ فَارضَخِى لِقرارى  ** وَنويتُ غَزوكِ فاقبلى استعمارى

ونشرتُ جُندِى حولَ قَصركِ فارفعى **  رَاياتكِ البَيضَا على الأسوارِ

سَيكونُ عَرشى هَاهُنا وإِمارتى  **  وستجلسينَ اميرتى بِجوارى

فنظرتُ إليها.  .. لائِماً عليها ...  !!   فقالت : واللهِ ما كانَ قَصدى   ..  وَليسَ القلبُ بيدى .. فقلتُ لها. :

أَبصرتُ ظِلكِ حولَ نارِ حَدائقى  **    فظننتُ أنك قادمٌ تُطفيها

والواقِفونَ على ضِفاف حَرائقى  **. لَمحوك تَسكبَ من وقودك فيها

فَتبسمتْ ...   وَمضَتْ .. !!

فاتجهتُ إلى حرفى مُتجهِّما    ..  عَابِسا لا مُتبسِما ...

وَلَبَّبتُه وانا أَصرَعُه  ...   يَكادُ يَلقىٰ فى يمينى مَصرعُه .. !!.

وقلتُ  :  ألم انهكَ عن ارتيادِ دُروبِ الهوىٰ  .. أَوَ لَستَ تَدرى ما يجرى على العشاقِ وما جَرىٰ

فقال : خَلِّنِى وشانى  ....   واستَمِع لِبيانِى  ... ثم أنشد  :

طلعَ الصباحُ بِلمعةٍ من ثغركِ  **  وَاخضوضَرت أرضى بماءِ جَمالكِ

يَا رَبَّةَ الحُسنِ المُكللِّ بِالبها ** هلَّا أَعرتِ الشهدَ عسْلَ رُضابكِ

أو تَملأى كَأسى بخمرٍ مِن سَنا  ** سِحرِ العيونِ مُعَتَّقاً بِلحاظكِ

فسِهامُ لحظكِ قد أصابت خَافِقى  **  فتسارعتْ نبضاتهُ لِوصالكِ

وقرأتُ فى عينيكِ مَلحمةَ الهوىٰ  **  كَم جَندلت فُرسانَها كم هَالكِ

فالسحرُ مِنها قد طَما فوقَ السَّما  **  حتى غَدوتُ مُقيداً بِحبالكِ

آهٍ على لثمِ الشفاهِ مُعانِقاً  **  جِيداً تَبَدَّىٰ تحت شَعرٍ حَالكِ

مُتذوقاً خمرَ الرُّضابِ بنشوةٍ  **  سَكرانَ أسرحُ هَائماً بِجَنابكِ

لله دَرُّكِ يا حبيبةَ عاشقٍ  **  عَشِقَ الثرى من تحتِ نَعلِ مَداسكِ

فأيقنتُ نُبلَ سريرته   ..  وبلوتُ صِدقَ عزيمته  ..

وتبسمتُ تبسُّمَ الرِّضىٰ .. وقلتُ  : قد أحسنتَ يافتى ..  !!

فقال : أخبرها بشانى  ..

ثم ودَّعَنى وانطلق ..  وقال  : عَوذِّها بِسورةِ الفلق ..

فأخذتُ الدواةَ والقلم .. ( وَجَلستُ أكتُبَكِ) .
..........................................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلة سماء الإبداع للشعر والأدب الإلكترونية كتب الشاعر سليمان احمد العوجي قصيدة بعنوان على خط الزوال

على خطِ الزوال ---------------------------------- خائبون كجندٍ تحاصرهم خيانة كصبرٍ يحفرُ أنفاقَ الفرجِ بإبرةِ الوهم. منكوبون كمدنٍ سب...