الثلاثاء، 3 أبريل 2018

مجلة سماء الأبداع للشعر والأدب الألكترونية كتبت الشاعرة والقاصة سمية فرقادي قصة بعنوان لحن الصمود من مجموعتها القصصية أجراس على وقع الأقدام

أقصوصة"لحن الصمود"،ضمن المجموعة القصصية"    اجراس على وقع الاقدام"

بطاقة اليوم.
-الزمان: العاشرة صباحا
-المكان:حجرة الدرس.
-المادة اجتماعيات"جغرافيا".
-الوسائل:خريطة المغرب.كراسة التلميذ.
يبدا الدرس.هنا واجهتان بحريتان"البحر الابيض المتوسط والمحيط الاطلسي".
-هبوب تيارات هوائية باردة.-هناك هضاب محدودبة.هنا سهول خضراء.عشب وحياة.
هناك سلسلة جبلية "الاطلس الكبير".انتهى الدرس.تجندوا للكتابة والرسم.
طمت مطبق.اهمس لذاتي.
-جبال...جبال .فرصة ذهبية كي اتسلق اعلى قمة.....لكن ما اصعب العقبات..!..لايهم..سأفعل..وان كانت الرحلة نحو القمة شاقة...الصبر...الصبر..... سأتحمل وان صادفتني عقارب.وأفاعي....
بدات اخطو خطواتي جد متسارعة؛كعنزة السيد السوغان التي كان مصيرها الافتراس من طرف الذئب..
ما أطول المسافات...اه..!..ساقاي متعبتان....،أشعة الشمس لافحة شوت وجهي،لازلت في  صعود...الاتربة الحمراءتتعالى في الفضاء.. يا ألهي..!...ترى كيف وصلت ألى القمة..؟.
ماهذا الذي اراه امامي؟.
كوخ صغير،انه مهجور،مطلي بالسواد،يحوم حول سقفه بوم وخفافيش.
من هاته الملامح المشرئبة من النافذة..؟..ساقتحم البوابة وادخل.لايهم ما سيحدث لي..المهم التمنطق بشجاعتي..
هناك في زواياه قردة بحجم ابهامي رابضة؛صوت متهدج يأتي من المطبخ.-يقول:اشم لحما ادميا....هلعت ..واضطربت..
يارافعا أعمدة السماء..!"انها السعلاء""انثى الغول".
صرخت بجنون"النجدة....النجدة...النجدة....".بدات أتاملها،حدباء ،مقوسة الظهر،فمها مائل الى اليسار،شعرها حليق،سلهامها ادكن...تراجعت للوراء.وهي تهر في وجهي.
-من تكونين..!
-قلت:استاذة مكافحة.كل ما في الامر،كنت اشرح لتلاميذي الدرس،تراءى لي الجبل.فصعدته، زماني هو الذي رماني هنا.
-قالت:حسنا...حسنا.... اجلسي فوق هذا الحصير الخشن،أطعتها فجلست.
-قالت :خذي...مشي هذه العظام الادمية.
-قلت:لا..لا...لاابغي هذا الشواء الذي في السفافيد للبشر..
لا..لا....الا لحم البشر...ضحكت بصوت عال.ههههههههههه قائلة:غريب امركم يا معشر الادميين؛تستلذون النميمة.الغيبة،اللتان لهما نفس المذاق
-قلت:لا اغتاب احدا.لا وقت لي...كل وقتي بين الاوراق والكتب.بدات تمضغ بشراهة ذبابة .مستهزئة بي-قائلة:العلني ساصدقك..؟ههههههههههن
.كلكم كاذبون..منافقون...حاقدون..جاحدون.....
-قالت:هيا قومي.سترقصين كل الرقصات الان،أيتها الجاسوسة المتلصصة على كوخي.
-قلت:لا اعرف الرقص  بالجسد.
-قالت:ارقصي؛وألا سلخت جلدك وأحرقت عظامك...ارقصي..ارقصي. كي لا اجلدك بهذا السوط المصنوع من  شرايين الشجر....
هكذا وضعت في عنقي قلادة مصنوعة من اسنان الاطفال،بدات تنادي طاووستها الشابة نتفت ريشها وضعته اكليلا على راسي صرت"كالاه ابولو".تالمت كثيرا لمنظر الطاووسة التي صارت كعربي يتقفاه البؤس.القهر.الضياع.
-قالت:ساهديك خصلات شعري،بدات تنادي امير الخفافيش.اقبل توا يوطوط.
-قالت:اعط هذه المخلوقة،التي تدعي العلم والمعرفة خصلاتي،المثبتة على ظهر النسر الشقي؛كي تضعها في خصرها كحزام.ففعلت.
-قالت:هيا ....أقرعوا الطبول الافريقية...الطبول بدات تطبطب...وهي بقربي تضرم النيران.يا رحمان..!يا رحيم..!.الحطب من جماجم و عظام البشر....
التفتت ألي قائلة:لا أشك ، أنك مجوسية.-قلت:لا...لا..لا...انا مسلمة...مؤمنة...ومحسنة....

-قالت:بعيني الحولاء قرأت اشعارك.تخاطبين اله الشمس.والخصب،والجمال.ثم صاحت:الموسيقى....الموسيقى....التي كانت عبارة عن نعيق بوم، وطواطية.قوقاة دجاج مختلف..لاتزال  تامرني،أرقصي..... بدأت ارقص رقصا شعبيا،حافية القدمين،وهي تضع في كعبي خلاخل مصنوعة من نواة الثمور،لم يعجبها رقصي.بدات تقضم اظافرها،صائحة..لا...لا...أيتها المرأة الافتراضية،أريد رقصا عالميا وألا أضرمت النار في جسدك...ثم بدات ترمي في مبخرتها أعواد السيسبان كبخور
يا ويلي....يا ويلي.....أهذا ما سأجنيه صعودا الى القمة..؟.
عيناها ماكرتان.لاتزال تحثني على الرقص،صرت اتمايل يمينا وشمالا...ادور حول نفسي.... أرقص رقصة الغربال،التي تذكرتها وهي عنوان لمجموعة قصصية للكاتب"عبد النبي عسو"....ها انذا اتذكر"رقصة العنكبوت"رواية للكاتب.مصطفى لغتيري".ما أروع القراءة.......امني نفسي بفوزي.والخلاخل يسمع لها شخير كوحش ضاري.
يا مهيمن...يا جبار....انا الان فوق عرش الاضرار.صرت اتاملها من جديد.فمها مكعبي،وسطه اسنان كأبر حادة،لسانهت طويل كاكل النمل.تحمل نظارتين , عينان شرستان.....
لا زلت ارقص لاهثة....صائحة...نهلى انا....عطشانه......اسقوني ماءا.......الجرعة الاخيرة" عنوان رواية الاديبة "السعدية بالكارح"......اريد جرعة اخيرة......
-قالت:هيا...اعتصروا لها نبات الشوكران.
-قلت:لا....لا...لا...الشوكران سام،لا أريد ان اموت موتة سقراطية.....لا اريد موتة سقراطية........
-قالت:انانيون...نرجسيون.......هيا ارقصي......قلت :ارقصي......الست الراقصة على كل فنون الادب...؟
بدات ارقصzomba بخفة والعرق  يبللني؛ثم samba.
-قالت:رائع.هاتوا الاغلال.والقيود.سأكبل يديها كي لاتكتب هذه امراة مهوسة بالحرف.مياسة في درب الكتابة..هيا كسروا كل الاقلام.صرت أستعطفها،ارجوك ...ارجوك.......الا تكسير الاقلام.فانت ستضعين نهاية لحياتي الادبية.قهقهت ساخرة،هههههههههههههه
-قالت:انت الميتة الحية.والعكس صحيح.
هنا موطنك الابدي،هاتوا المنماص سانقش جسدها بكل رموز الخلود؛ستصيرين كمدينة بابلية طاعنة في القدم ستحلق عنقاء ابداعاتك من رماد هذا الجمر.وهي تشير الى نارها الملتهبة.صار دمعي امامها دافقا.تفاقمت اتراحي،لم اصر فاترة من نشوة كتاباتي،الخوف مرسوما على اساريري؛اسمع كلابها تتهارش في الخاج.تريد نهش لحمي بعدما قذفتني هي و قردتها ذات الاذيال الطويلة والوجوه الممسوخة بأقبح النعوت،والرشق  بالاكاذيب.والاباطيل،التي لم تنل مني،يا لها من لحظات مسودة....ترى لماذا لطخت دواخلى بهذا الامل المصطنع..؟.
تبا للصعود فوق قمم الجبال...متى فعلت كل هذا بنفسي،اه...عندما كنت معلما".هي عنوان رواية للاديب العربي بن جلون.....
اه..!لم يصر لون الورد فوق خدي.الاحداث هجمت علي بالويلات؛اري كوخ السعلاء المبني؛بالعظام وجماجم سكان الجبال.الذين تهجم عليهم العواصف الثلجية القوية والقاهرة.مع الجوع العطش الزمهرير...قالت:انظروا..انظروا..أخوانكم كيف يحتضرون...وانتم تقيمون الاعراس الباذهة..سكان الجبال يموتون كل دقيقة..كل ثانية...جوعا..بردا.......
بدات اصرخ...انقذوني...انقذوني.......الخطر يحدق بي من كل جانب.اه..!لماذا هانت علي نفسي يا ترى..؟.ها انذا صرت بين يدي هذا الواقع اهون.....
ترى من سيسمع نداىي.استنجاداتي التي صارت رياحا في قفص...؟
انى لي النشيد الذي يتزامن مع السرور..؟
أين مسراتي...أين مسراتي....؟..صرت الهث كعداء خسر السباق.
فجاة.يد خشنة تتسلل فوق كتفي،قفزت مفزوعة؛جاء صوته كزغرودة.
-قائلا:سلامتك يا أستاذة.رايتك في هذيان ملحوظ.لماذا أنت وحيدة هنا وسط حجرة الدرس،التلاميذ ذهبوا لمنازلهمالمدرسة فارغة الامنك.بدوري تأخرت عن اقفال بابها...

استفقت من هواجسي.قائلة:أه..!با  احمد..با احمد...حمدا لله..انت هنا....انتهنا......بدا يتفحص ملامحي المتشنجة.وانا اناجي ذاتي....تبا للصعود نحو القمة...تبا للصعود.......يا للاهوال التي هجمت علي بكل ماهو قبيح ومخيف.ترى لماذا صدقت قول الشاعر ابي القاسم الشابي.يرحمه الله.
من لم يستطع صعود الجبال//يعش أبد الدهر بين الحفر.
رغم الهلع لن اقبل بكل الخفر.

القاصة سمية قرفادي/مدينة القنيطرة/المملكة المغربية الشريفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلة سماء الإبداع للشعر والأدب الإلكترونية كتب الشاعر سليمان احمد العوجي قصيدة بعنوان على خط الزوال

على خطِ الزوال ---------------------------------- خائبون كجندٍ تحاصرهم خيانة كصبرٍ يحفرُ أنفاقَ الفرجِ بإبرةِ الوهم. منكوبون كمدنٍ سب...