قطاراتٌ على الأرضِ تطيرُ
فيختلطَ على الرائي الشعورُ
كطائرةٍ و ليس لها جناحٌ
و فوق الأرضِ تلقاها تسيرُ
و تربطُ هذه المُدُنَ ببعضٍ
كأنها بين أهليها جُسورُ
لها سِكَكٌ تُثبِّتُها عليها
بلا لمسٍ فبينهما نفورُ
و لا يتعانقُ الأخَوانِ إلا
إذا ما تمَّ و اكتملَ العبورُ
و لستَ بمبصرٍ إيَّاه إلا
إذا وقفَ و أعياه المسيرُ
و أمَّا من بداخلِه تراهُ
كمشدوهٍ تملَّكَه البهورُ
و يبدو ما يُحيطُ به سراباً
كما لو كان في الجوِّ يطيرُ
يُقِلُّكَ أينما شئتَ بصمتٍ
فلا صوتٌ يُدوِّي و لا صفيرُ
و تلقاه لبيئتِكَ صديقاً
فليس له دخانٌ يستطيرُ
و ينسابُ حواليه الهواءُ
كماءٍ لا يُصاحبُه خريرُ
فلا الأذُنُ يُمزِّقُها ضجيجٌ
و لا الجوُّ يُضايقُه مرورُ
و في بعضِ الأحايينِ يغورُ
وتحت الأرضِ في نفقٍ يسيرُ
ففي الأنفاقِ رحلتُكَ أمانٌ
و فوق الأرضِ فالسفرُ خطيرُ
سباقُ العلمِ ما زال حثيثاً
و في كلِّ النواحي له حضورُ
و مهما يبلغِ الإنسانُ علماً
فيبقَ أمامه الشيءُ الكثيرُ
و كلَّما خُضتَه ازددتَ فضولاً
و أسئلةً بخاطرِكَ تدورُ
و في التنقيبِ و البحثِ ثوابٌ
و أجرٌ لو تفكَّرتَ كبيرُ
دريد رزق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق