الخميس، 31 مايو 2018

مجلة سماء الأبداع للشعر والأدب الألكترونية كتب الشاعر والكاتب أحمد عبداللطيف النجار قصة بعنوان ملحمة الأنسان والزمان 3

ملحمة الإنسان والزمان
     /////     3  //////
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
            أخي صبحي الجيار 
                     //////  الحلقة الثالثة //////         
                                              بقلم
                     أحمد عبد اللطيف النجار
                                كاتب عربي

نواصل الغوص  في حياة أديبنا الراحل أخي صبحي الجيار ؛ ننهل من علمه وحكمته وأدبه الكثير والكثير .
يقول أخي صبحي في كتابه التحفة ( ربع قرن في القيود )
كانت حاستي الفنية كأديب تدفعني إلي التغلغل  في أعماق النفوس  البشرية  ودراسة مشاعرهم  وتصرفاتهم  في بيئاتهم المختلفة .
أتذكر  بهذه المناسبة  صديقة صغيرة لا تتعدي العشرين  من عمرها ؛ زارتني  منذ سنوات  قليلة لتعرض عليّ  محاولاتها الأدبية  في الكتابة .
رحبت بها  في مزيد من الحماسة لأنها كانت  ذكية 
ولمّاحة  ومهذبة  ومتفوقة في دراستها الجامعية  وفوق هذا كله كانت ضريرة !
وأيضا كانت صريحة جدا ، فلم تخف رغبتها في التعرف علي جوانب حياتي الخاصة ، كيف اكتب ؟ اين تعلمت ؟ كيف أعيش ؟ لماذا لم أتزوج ، وأسئلة كثيرة  اعتدت سماعها واعتدت أن أجيب عليها .
وشجعتني صراحتها  وروحها الصافية  المرحة أن أغوص قي أعماقها ، واسألها بدوري  عن حياتها الخاصة  في عالمها المظلم !
سألتها  كيف تتصور شكل الإنسان ؟
وكيف تميز الجميل من الدميم ؟ وما مفهوم الجمال  في تفكيرها ، وما إحساسها بالألوان والطبيعة  والوقت ، وكيف تأكل وتقرأ وتكتب ؟!
كانت تجيبني في غير حرج أو تردد ، حتي أنها أخرجت من حقيبتها أداة تشبه المسطرة  فيها ثقوب  معينة ، وتثبت فيها ورقة سميكة ، ثم تكتب عليها بطريقة برايل  بقلم له طرف صلب رفيع !
وفي الزيارة التالية لم تتحرج أن تحكي  لي باعتباري أخ ترتاح لرأيه ؛ عن حياتها  العاطفية بما فيها من مفارقات ومشاعر خاصة  لا شك تختلف  عن الفتاة العادية .
ساعتها وجدتني اسأل نفسي ، إذا كنت قد خرجت بشي
جديد من حياة هذه الأخت المكافحة  وسط دياجير الظلام ؛ فهل أستطيع أن أقدم للقارئ  شيئا جديداً عن حياتي الخاصة  من خلال القيود ؟!!
وتذكرت كلمات جاءت في مقال كتبه عني الصحفي المعروف أنيس منصور في جريدة الأخبار بتاريخ 23 ديسمبر 1958 قال فيه :
( انه مثال عال ... يجب أن يذكره كل من له يدان  ولا يعمل ، وله ساقان  ولا يتحرك ! ) .
ترى هل في حياتي شيء ينفع الآخرين ؟
/////  تعليق ........
هنا يتساءل أديبنا الرائع صبحي الجيار ، هل في قصة حياته شيء ينفع الناس ؟
بالتأكيد أخي صبحي  في حيلتك وكفاحك  وصيرك علي الآلام  ما يمنح الأمل  لنفوس ضاقت  بالحياة  وأصابها اليأس  والقنوط من رحمة الله ونحن صرنا نعيش في غابة كبيرة يحكمها  قانون واحد هو قانون ساكسونيا !!
أقابل في حياتي الكثير من الشباب اليائس المحبط ، حيث لا وظيفة ، لا مأوي ، لا زوجة ، لا مستقبل ، لا وطن !
ويطالبونهم بعد ذلك بالانتماء الوطني !
يا سلام !!
أنعم وأكرم بانتماء ضاعت فيه حقوقنا وصرنا غرباء
ولاجئين !!
لم يفكر رحل أعمال واحد من رجال الأعمال العرب والمصريين  أن يساعد الشباب العربي اليائس  والمحبط !
بل يزيدون في تحطيمه  واستغلاله في مصانعهم الفاشلة في مدينة العاشر من رمضان وغيرها من المدن الصناعية العربية !
هؤلاء ليسوا رجال أبدا ، بل أشباه رجال ، مثل النبات الطفيلي  تماما ؛ يعيشون علي دم وعرق الغلابة والمستضعفين  وما أكثرهم في وطننا العربي الضائع !
وهناك في الغرب رأينا وشاهدنا رجل الأعمال العظيم  بيل جيتس  الذي تبرع (( بكل )) ثروته  لمساعدة الفقراء والمستضعفين  في جميع أنحاء العالم وخاصة في  القارة  الإفريقية المنكوبة بحكامها وسلاطينها والحروب والمجاعات !
أما عندنا هنا في الشرق العربي فلم نر نموذج واحد  مشّرف لرجل أعمال محترم  مثل بيل جيتس ، واعتقد أننا لن نراه أبدا في امتنا العربية المريضة !!
يواصل أخي صبحي حديثه الممتع .....
رحت استرجع  في ذهني الترجمات  الذاتية التي قرأتها  من قبل لكبار الفنانين والأدباء والصحفيين والأطباء ،
وأخرجت كتبهم  من مكتبتي ، وأعدت قراءتها ، وخرجت في النهاية بحصيلة لا بأس بها .
أعدت قراءة الأيام للدكتور طه حسين ، وقرأت سجن العمر وزهرة العمر  للأستاذ توفيق الحكيم ، وحياتي  للأستاذ احمد أمين  وكتاب ( أنا )  لعملاق الأدب العربي الأستاذ عباس محمود العقاد  ، وكتاب تربية سلامة موسي ، وقصة نفس للدكتور زكي  نجيب محمود ، وخليها علي الله  للأستاذ يحيي حقي ، وكتابي ليالي القصر  وخمسين يوم في لندن لزميلي الأستاذ حسين القباني .
ومن الترجمات الذاتية للأطباء ، قرأت حياة طبيب للدكتور  نجيب محفوظ ، وقصة حياتي للدكتور مصطفي الديواني ، ومذكرات طبيبة  للدكتورة نوال السعداوي .
ومن الأجانب  بدأت بقراءة أشهر مذكرات في التاريخ في كتاب اعترافات جان جاك روسو ، ومذكرات الفنان العالمى شارلي شابلن ، والمفكر الكبير برتراند راسل ، ومعجزة الإرادة الإنسانية  هيلين كيلر في كتابيها ( معلمتي آن سوليفان )  و( قصة حياتي )  وأعدت قراءة كتابين لمكسيم جورجي هما طفولتي وشبابي .
وأكثر ما أثر في نفسي  مذكرات الدكتور طه حسين في تحفته  الخالدة الأيام  التي حلل فيها  حياته بقلم ساحر
وروح شفافة وإحساس صادق ، وكم بهرني بوصفه لأحاسيس الطفل الضرير  في عالمه المظلم  البائس وما كان يصادفه من مشاكل خاصة   لا يدركها  أو يتصورها إلا من يعانيها !
وحتي  القلة الذين مروا بمثل هذه التجربة القاسية لم يستطيعوا أن يعبروا عنها بمثل قلم الدكتور طه حسين  في صدق وصراحة وبساطة  لا يسع القارئ أمامها إلا أن ينحني  احتراما لهذه الشخصية الجبارة !
/////// تعليق ................
بالفعل كانت شخصية الراحل العظيم الدكتور طه حسين  ؛ شخصية استثنائية في تاريخ الأدب العربي  في كل عصوره القديمة والحديثة .
وللأسف قدّمها التليفزيون  المصري  في مسلسل تليفزيوني ساذج  أجاد تمثيله الممثل الناشئ وقتها  المرحوم أحمد ذكي .
ولم يفكر مخرج واحد ( محترم )  في إعادة إخراج مسلسل الأيام وإنتاجه بأسلوب عصري !
فقط هم يتنافسون علي المسلسلات الهابطة الرديئة ، التافهة التي يقوم ببطولتها أنصاف النجوم وأشباه الرجال !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ  نكتفي بهذا القدر ـــــــــــــــــــــــ
&&&&& موعدنا غدا ان شاء الله
ــــــــــــــــ والحلقة الرابعة من ملحمة  الإنسان والزمان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ  أخي صبحي الجيار ــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــ إلي اللقاء ....
                                         أحمد عبد اللطيف النجار
                                                 كاتب عربي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلة سماء الإبداع للشعر والأدب الإلكترونية كتب الشاعر سليمان احمد العوجي قصيدة بعنوان على خط الزوال

على خطِ الزوال ---------------------------------- خائبون كجندٍ تحاصرهم خيانة كصبرٍ يحفرُ أنفاقَ الفرجِ بإبرةِ الوهم. منكوبون كمدنٍ سب...