قصة قصيرة...ابحث عنها.
عشرون عام كاملة وأنا علي هذه الشاكله أصبحت جزء من الطرقات ،الشوارع والازقه لكثرة السير بها أصبحت اشبههافي كل شئ امتدادها البعيد المخيف،هدؤها القاتل ليلاً وصخبها نهارا بوسائل المواصلات المختلفة استحال كل شئ في حياتي لشئ غير ما اعتدته فكم كنت أنيق في صغري بخصلات شعري الأسود الذي استحال لونه للابيض وكذلك لحيتي أيضاً ولكني منذ فقدتها وفقدت معها لحظات شبابي واجمل ايام لي هي فقط التي دلفت لداخل قلبي واضرمت بداخلي قلاعها ،قبابها الشاهقة الارتفاع فكادت تناطح بها سماء عقلي .
منذ أن فقدتها فقدت علي إثرها نفسي لم أكن أظنها بهذه الأهمية لي فقط ظننتهاعابرة علي ميناء قلبي ينتظر سفينته وبعد أن تتحرك سفينته ينتهي كل شئ.ندمت نعم ندمت فنحن معشر الرجال نندم بعد أن تضيع كل شئ ،نفقد لذته ربما نتلذذ أكثر بمذاق الفقد وكأنه شهي لحد لا يمكن تخيله ،ربما لم نقدر ما لدينا إلا حين نفقده وظننت حين أحببتها أنني حين يمضي بي قطار العمر ربما يتغير قراري في حبي لها نعم كنت اجبن من أن احلم بنجمة في السماء وانا اقف علي الأرض فماذا أن توقفت عن عاداتي الشنيعة؟ماذا كان يحدث ؟اكان ينقلب ميزان الكون ؟اكان العالم يتحول لعالم مثالي لا تغدوه حروب ؟ أم كنت اضعف من أن أكون رجل اواجه العالم بها ؟؟
نعم !!!فأنا رجل غير مكتمل مكبل باقياد ضعفي وخوفي من مجتمع يتلفظ باشياء وحين يبادر يبادر بمقابل قوله تماماً نعم هي كانت امرأة ولكنها كانت اقوي في كل شئ ورغم شدة ضعفها ،انكسارها اقوي حين اتخذت ضدها قرار ذهابي بلا عودة ،كانت اقوي حين تحملته ولم تعود تنظر خلفها مرة أخرى حين أضرمت النيران في بقايا حبنا الذي لم يكتمل بسبب ضعفي وتخاذلي .
كاذب وآثم من ادعي علي المرأة كذبا انها ضعيفة وكعصفور ضل طريقه وهو لا يعرف التحليق في السماء.اتخذت من حياتي بعدها هدف وهو أن أجدها هي فقط فامضيت عشرون عاماً ابحث عنها في كل الطرقات وانا انثر بذور الورود التي كانت تحبها في كل طريق امضي فيه حتي يكون شاهداً علي هذا الحب وأيضاً حتي حين تعود تستنشق رائحة الورود التي تحبها فهي أصبحت اهم شئ لدي منذ أن فقدتها .
أصبحت اقضي يومي في التأمل لكل شرفات المنازل وأبوابها عساها تخرج من احداهم ،اتفرس في وجه جميع النساء فهنا أجد فتاة تشبهها في عينها واخري في انفها الصغير وثالثة في رسمة فمها ورابعة في استطالة وجهها ،انها لم تكن اجمل النساء بل لم تكن جميلة علي الاطلاق ولكنها كانت سيدة قلبي وعقلي معا .
كنت اغفو كل يوم وانا بتلك الهيئة المزرية أمام منزلها يظنني الجميع فقير احتاج المساعده ولم يذهب بهم التفكير يوماً بأنني عاشق يحتاج الصفح والغفران يحتاج أن يعود به قطار الزمن للخلف فلا يقترف نفس أخطائه الأولي فكنت أريد أن أري منذ سفرها ضوء في منزلها أو أحد من أسرتها لعلي استطيع ان اعرف عنها شئ لعلي استطيع ان استعيدها لا بل علي يقين تام أنني سأتمكن من استعادتها مرة أخرى ولكن اعرف طريق يؤدي إليها أولا ومن ثم كل شئ سهل بعد ذلك.
أخذني النوم لسبات عميق ولم أشعر إلا بصوت رقيق حاد وهو ينادي وهو يخرج من السيارة ورجل آخر مرفوع الهامة ومشرق الوجه تبدو عليه علامات السعادة والرضا وسعت الرزق وبيده أمراته علي اعتقادي فهو دلف اولا ثم هي وتشبست بذراعه كما تتشبث القطة بصغارها مهما رأت من أهوال ولكني عرفت مصدر هذا الصوت انها هي نهضت لها وأنا اتاملها من أحدي جوانب منزلها رمقتني بنظرة ساحرة وهي في قمة سعادتها مع زوجها قتلتني ابتسامتها قبل أن تنطق بحرف واحد واشعر أن جميع أعضاء جسدي توقفت عن الشعور فلم تقضي حياتها ناسكة وزاهدة مثلي ولكني استشعر من نظرتها انها عرفت من اكون واستعادت معي كل شئ خاص بي ولكنها لم تلقي لي ادني اهتمام ولم تستشعر بوجودي رغم رائحة الورود التي حولها وهيئتي هذه .
استجمعت ما تبقي من شجاعتي واقتربت منهما وانا أحاول أن أعرف كيف وكيف وكيف ومئة سؤال يبحث عن اجوبه بداخلي فامس كنت ابحث عنها لاغرق فيها واليوم ابحث عن أجوبة لكل ما بداخلي فيها غريبة هي الحياة تجعلنا نشعر بأننا نمتلك كل شئ وفي اقل من ثانيه تشعرنا كم نحن بلهاء واننا توهمنا خطأ أننا نمتلكها ففي وقت كانت تحبني ورفضتها والآن أحبها وتقتلني بحبها لغيري .
إلا يجدر أن أكون مكان هذا الذي تهيم فيه عشقا ؟الم أكن أن الأحق أن تتشبث بذراعي هكذا فتشعرني بأنها تحتمي بي وتستغني بي عن العالم بأسره ؟فاكتسب من ضعفها قوتي ومن روحها حياتي أريد أجوبة عن كل ما يجول بخاطرى ويرهق ذهني كنت اتمني أن أري شعاع ضوء واحد في شرفات هذا المنزل كي اطمئن عليها والآن المنزل كله ضوء وأنا لا أصدق ما رأيت ورايتها في اليوم الثاني مع زوجها وهي تبتسم لم أكن أعلم أن حجمي في تفكيريها لم يتجاوز حجم انملة حتي تكمل حياتها دون أن تنظر إلي الخلف حاولت أن اعرف عنها شئ ولكن شدة إخلاصها وحبها له جعلني أتراجع عن أي محاولة واكتفيت أن أبحث عن أجوبة بداخلي عنها اقنع بها وتيقنت أنني اضعت عمرى برمته مرة واحدة حين فقدتها ....................
ريهام أحمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق