الخميس، 30 أغسطس 2018

مجلة سماء الأبداع للشعر والأدب الألكترونية كتبت الشاعرة منى ناصر قصة بعنوان السقوط الأول سلسلة وجودي me

#السقوط_الأول 
#سلسلة_وجوديme

يناير_كانون الأول لم يكن رحيماً بي ،، رفعتُ جُلّ ما فيّ مُغازلةً السماء .. كنتُ على استحياء ،، أمطرت عينايّ بلورات من شدّة الصقيع ،، ذِراعايّ التوأمان أعلنا صداقة ودّية مع جسدي يضمّاني
لعلّي أشعر بالدّفئ ،، حدائق وردية شاسعة زُرعت على وجنتيّ ،،
أَجْلَى فمي دخانٌ يواسي راحةَ يديّ ،، وبروحِ السّكِينَة عانقتُ الأرض ... كانَ حينها سقوطي الأول ،،
في حُلُمِ اليقظة قرأتُ في سطور أفكاري ذلك البعيد .. إنّهُ المُستقبل ،، جبالُ الحروب ، مطبّات الواقع ، منعطفات أصدقاء المصالح ...
كان بالقرب ماء الحياة تلك هي ثقتي بربّي ،، أمسكتُ بمعولِ الإرادة والعزيمة لم أكن حينها قويّة ... كُنتُ أترنّح ،،
استهدفني شبح الصُّعُوبات ولُغم الآه ،، أنا أبكي فإضاءة من أرادوا مساعدتي رحلوا .. لوحدي تركوني أنزِف ،،
تَقَوّى معولي خطوةٌ خطوة تسلّقتُ به جدران التّحدي
حَشُو المجاملين ظننتُها شَهَدا ... كان سُمّاً فَيّحَ وِجْهتي ،، 
فجاءتني صفعة القدر وكأنّها بوحٌ .... متى سَتُنتجين  ،،
للمرةِ الثانية انتابتني نوبة بكاء ... زمهرير كانون الأول أباح
كُل ما هو ضدي ،، أخذتُ أُطبطبُ على نفسي هيّا انهضي ،،
كان الوقوفُ بالنّسبةِ لي صعباً ،، لم أكن حينها مدركةً أنّ السقوط
هو شرط قبول لرسمِ ملامحِ المُستقبل ،، ادّعيتُ الاستحكام
فهممتُ إلى زاويتي المُظلمة ،، تمعّنتُ دهاليز الحياة فبدأ شريط
ُ الذّاكرة يصحبني في رحلة ،، فكانَ لقائي الأول
بمحمدٍ ( صلى الله عليه وسلم ) من راعي الأغنام إلى قائدٍ يجمع شتات الأمّة .. ابتسمتُ أنا وكأنّ نسيمُ الأمل يداعب خلجاتي ،،
ثمّ مررتُ بالصدّيق أبي بكر كان رمزاً في الرفق واللين رغم ذلك قطع سموم الرّدة ،،  عُمر الفاروق بِدُرّتِهِ فرّق بين الحقّ والباطل ؛
لم يجمعهما على صعيدٍ واحد ،، حياء ذي النورين وبلاغة
أبي الحسن الحكيم ... تأمّلتُهم برويّة ،، توسعت رئتاي أكثر أوكسجين الراحة يُنعشني ،، السلسلة طويلة من الأنبياء والصحابة والتابعين والصالحين وغيرهم ... لو لا السقوط لما علوا علوّاً كبيرا ،،
أشعة الشمس الذهبية أضاءت مكاني ،،
أعلنتُ قيادة نفسي ... إلى الأمام صوتٌ من الداخل يدفعُني ،،
نفضتُ غبار الأوهام والأحزان ،، ومن تلاوة القرآن تغذت روحي ،، أطلقتُ برصاص التطلُّع فإذا بالقنوطِ جُثة هامدة ،، جافيتُ حكايا المُجتمعات البائسة ،، جابهتُ الظروف القاهرة ،، خلعتُ ملابس السواد وبالحصافة والرصانة تقبّلتُ الحياة بما فيها ،،
كان سقوطي الأول نمطاً لبزوغ فجرِ المُستقبل
ها أنا أُزهر من جديد
.
.            《✍/#مُنَى ناصر  》

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلة سماء الإبداع للشعر والأدب الإلكترونية كتب الشاعر سليمان احمد العوجي قصيدة بعنوان على خط الزوال

على خطِ الزوال ---------------------------------- خائبون كجندٍ تحاصرهم خيانة كصبرٍ يحفرُ أنفاقَ الفرجِ بإبرةِ الوهم. منكوبون كمدنٍ سب...