الخميس، 27 سبتمبر 2018

مجلة سماء الإبداع للشعر والأدب الإلكترونية كتب الشاعر محمد الدبلي الفاطمي قصيدة بعنوان فرأس المال بالتعليم يرقى

فَرَأْسُ المَالِ بالتَّعليمِ يَرْقى

متى وَطني يُحَرّرُهُ الشَّبابُ؟***متى التَّغييرُ يُنْجِبُهُ الصَّـــــــــــوابُ؟

متى التَّعليمُ بِالإِنْسانِ يَرْقى***وَلوْ كَرِهَ ابْنُ آوى والغُــــــــــــــرابُ؟

تَشَرَّدتِ المدارِسُ في بِلادي***وبيْنَ صُـــــفوفِنا انْتَــــــــشرَ الذِّئابُ

نُعَلّمُ نَسْلَنا غِشّا وَسُحتاً***وفي أَوْطانِنا انْحَرَفَ الشَّــــــــــــــــــبابُ

غداً سَنرى إذا انْقَشعَ الضَّبابُ***بِأَنَّ الوَيْلَ سَبَّــــــــــــــــبهُ الكِلابُ

////

تَعَطّلتِ العَدالَةُ في المَحاكمْ***وَقَدْ غَلَبَـــــــــــــــتْ على القِيَمِ الدَّراهِمْ

يُباعُ الحُكْمُ للِسُّفهاءِ نَقْداً***كَاَنَّ النَّاسَ ســــــــــــــــــوقٌ للِبَهـــــــائِمْ

وَأَمَّا في الإدارَةِ فالرَّشاوي***تَجاوَزَتِ المَفاسِدَ والمَـــــــــــــــظالِمْ

فَكَيْفَ سنَسْتطيعُ عِلاجَ داءٍ***بِهِ العـــــــــــــــدْوى تُوزّعُها الوَلائمْ؟

تَلَوَّثَ كُلُّ ذي لوْنٍ وَطَعْمٍ***فَطالَ الفِسْقُ دائِرَةَ المَــــــــــــــــــحارِمْ

////

تَعَطَّلتِ الدِّراسَةُ في المَدارسْ***وَحَلَّتْ في مَكانَتِها الدّـــــــــــسائسْ

رَقَدْنا في مَواطِنِنا انْحِطاطاً***فَأَصْبَحتِ المَساجِدُ كالكـــــــــــنائِسْ

وَبالعدْوى أَصابَتْنا خُطوبٌ***فشَبَّتْ في طبائِعِنا الــــــــــــــنَّواحِسْ

أَليْسَ العارُ أَنْ نَبْقى ضِباعاً***نُفَتِّشُ في الرِّقابِ عَنِ الفَــــــــرائِسْ؟

عَلَيْنا أنْ نُغَيِّرَ ما اسْتَطَعْنا***فَبِالتَّغْييرِ تُكْتَــــــــــــــــــشَفُ النَّفائِسْ

////

كَنَسْنا منْ مَشاعِرِنا الوِدادا***فَأَضْحـــــــــــــى الحُبُّ للأُنْثى فَسادا

تَناسَلَ في ضَمائِرِنا انْحِلالٌ***فَأَنْجَـــــــــــــــبَ منْ سُلالَتِنا القُرادا

نُفَكِّرُ كالبِغالِ بِغَيْرِ عَــــــــقْلٍ***وَهذا النَّهْــــــــــــــجُ أَفْقَدنا الرَّشادا

سَنَحْصُدُ ما زَرَعْنا يَوْمَ كُنَّا***على دَرْبِ الهَوى نَسْعى اجْـــــتِهادا

فَرَأْسُ المَالِ بالتَّعليمِ يَرْقى***وَجَهْلُ النَّاسِ يَنْتَــــــــــــــعِلُ الكَسادا

////

ألا يا راعيَ التَّعليــــــــــــمِ فينا***تَذَكَّرْ أمْرَ رَبِّ العالمــــــــــــينا

فَقَدْ فَرَضَ القِراءةَ أَمْرُ رَبّي***وَحَضَّ على النُّهــــــــى أَدباً ودينا

علينا أنْ نعودَ إلى رَشادٍ***بِه القُرْآنُ وَصَّى المُسْــــــــــــــــلِمينا

فَإنْ نَحْنُ اسْتَجَبْنا واسْتَقَمْنا***سَنَفْلَحُ في النُّهوضِ بما عَليــــــــنا

وَأمَّا إنْ خَنَعْنا وانْبَطَحْنا***سَنَبْقى تَحْتَ أَيْدي المــــــــــــــارِقينا

////

سَلوا الأَوْطانَ عَنْ قَيَمِ الصَّلاح***وكَيْفَ سَنَمْتَطي سُبُلَ الفَلاحِ؟

تَحَرَّرَتِ الشُّعوبُ وَنَحْنُ أَسْرى***نُقاوِمُ بِالبُكاءِ وَبِالنُّــــــــــباحِ

وَنَعْتَقِدُ اعْتِقاداً مُسْتَطيراً***أَتاهُ الرَّيْبُ مِنْ كُلِّ النَّـــــــــواحي

نُطيعُ أَوامِرَ الحُكَّامِ جُبْناً***وَنَرْكَعُ في المَساءِ وَفي الصَّباحِ

وهذا الحالُ أَرْضَعَنا هواناً***تَجَسَّدَ في الهُروبِ مِنَ الكِفاحِ

////

ثَقافَتُنا أَساءَ لَها الجمودُ***وَأُمَّتنا يُحاصِرُها اليَــــــــــــهودُ

نُسافِرُ في الزَّمانِ بِلا مَصيرٍ***وفي التَّقْليدِ يُشْبِـــهُنا القُرودُ

تُرِكْنا كاليتامى في بِلادٍ***بها التّفكيرَُ تعْقِلُهُ القُــــــــــــــيودُ

وَلَيْسَ هُناكَ في الآفاقِ حَلاًّ***لِأنَّ الحلَّ تَصْنَعُهُ الجُــــهودُ

وَنَحْنُ كما ترى في البُؤْسِ غَرْقى***بِمُجْتَمَعٍ يُكَبِّلُهُ الجُمودُ

////

بِلادي شَلَّها حُكْمُ الذّئابِِ***على أَيْدي السَّـــماسِرةِ الكِلابِ

بِلادي نَهْبُها يَجْري انتخاباً***بِأَمْرِ القائِمينَ على الحِسابِ

لِماذا لا حَياةَ لِمَنْ أُنادي؟***لِمَ الإنْسانُ أَصْبَحَ كالسَّرابِ؟

كَرِهْتُ العَيْشَ في وَسَطٍ يَتيمٍ***يُرَوَّضُ بِالتَّسَلُّطِ والعِقابِ

يُساسُ بِما أَرادَهُ قَوْمُ موسى***لِنَغْرَقَ في فِتَنِ الخَـــرابِ

محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلة سماء الإبداع للشعر والأدب الإلكترونية كتب الشاعر سليمان احمد العوجي قصيدة بعنوان على خط الزوال

على خطِ الزوال ---------------------------------- خائبون كجندٍ تحاصرهم خيانة كصبرٍ يحفرُ أنفاقَ الفرجِ بإبرةِ الوهم. منكوبون كمدنٍ سب...