أُوصِيك...يَا صديقتي
أَن تتفتحي...
كزهرة النَّرْجِس...
وتغلقي بَاب الْحُزْن...
وتهجري دُمُوع الْغُرْبَة...
قَبْلَ أَن تسجنكِ...
وتخيب الْآمَال ظَنُّك...
واجعلي مِنْ قَطَرَات...
النَّدَى مُغْتَسِلًا لأوراقكِ...
وابتسامات اللَّيْل أعلنيها...
لتشرق شَمْس نَهَارَكِ...
لَا تُخْفِي لَمْحَة حُبٍ...
تَخْرُجُ مِن ثغركِ...
وَلَا تترددي مِنْ قولها...
فَالْعُمُر انْقَضَى وَلَن يعود...
وتعطري...
بنسمات الربيع...
وحلقي عَالِيًا...
فِي سَمَاء اللَّه وعشقهِ...
واهجري...
ذَاك الْأَصَمّ الْأَخْرَس...
فَهُو لَن يُفْهَم وَلَن يُدْرِك...
مَا تملكينه مِنْ قَلْبٍ...
كَاللُّؤْلُؤِ...
هُوَ مِن سَيَكُون فَرَسَك...
لمغادرة ذَلِكَ الْعَالِم الْغَرِيب...
نَحْو كُوخ صَغِيرٌ يُدْعَوْا لَك...
وَلَا تَرْمِي بمشاعرك...
وَسَط ضَجِيج الرِّيَاء...
لتسحق بِكُلّ قُوَّة...
بِأَقْدَام الْمُخَادِعِين...
وَلَا تصرخي إلَاه...
بمسامع كَاذِب...
لَا يَرْحَم أنينك...
صدقيني...
فَهُوَ لَا يَهُمُّه شَيْء...
سِوَى مِرْآة نَفْسِه...
كَوْنِي نَفْسِك لبرهة...
فَأَنْت تستحقين الْحَيَاة...
وانثري ضحكاتك مِنْ أَعْلَى...
قِمَّة عَلَى الْأَرْض...
واغفي...
غَفْوَة طِفْلِة صَغِيرَة...
بأحضان...
وَالِدَتِهَا دُونَ خَوْف...
فَلَا شَيْءٌ يَسْتَحِق...
أَن تَحْزَنِي لِأَجْلِه...
سِوَى ذَاتِك...
الَّتِي تَنْتَظِر مِنْك...
فَتَحَ بَاب قَلْبِك وَلَوْ قَلِيلًا...
لِنُور شَمْس جَدِيد...
إضربيها بقدمك واركضي...
لبستان السَّعَادَة...
وَلَا تَنْظُرِي لورائك أَبَدًا...
هَيَّا...قَفِي...تحركي
ومدي يَدَك لِكَفّ يريدك...
أَنْ تخرجي...
مِن نَفَق مُظْلِم طَوِيلٌ...
هَيَّأ...حطمي كُلّ أركانه
واهربي بَعِيدًا عَنْه...
فَأَنْت تستحقين الْفَرَح...
وَلَا تعتقدي إنَّنِي سأنساك...
كُلًّا... فَلَن يَكُون... أبداً
فحبر الْقَلَم لَمْ يَجِفّ بَعْد...
وَالْحَرْف سَيُقَاتِل...
وَلَن يَسْتَسْلِم...
حَتَّى آخِرِ رَمَقٌ مِنِّي...
وَسَتَكُون...
عَيْنِي دَائِمًا نَحْوَك...
أَتَذْكُرِين هَذِهِ الْكَلِمَات...
أَنْت رَذاذ مَطَر بَارِد...
فِي لَيْل صَيْف سَاخِن...
وَوِشَاح أُمِّي الدافئ...
وَكَفِّهَا الحَنُون عَلَى رَأْسِي...
يُداعِب خُصَل شِعْرِي...
وتراتيل القرآن كالنسمات...
تحلق حولي من ثغرك...
قَوْلَي لِي لِمَنْ تَكُون...
وَأَخِيرًا وَلَيْسَ آخِرًا...
يَا صديقتي...
أَنْت تؤامي...
وَمِرْآة رُوحِي...
شُكْرًا لِلَّه لِأَنَّك مَعِي...
---بقلمي---
...سُهاد حَقِّي الأعرجي...
13/9/2018
الخميس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق