فتحي مهذب تونس
ضحايا كلمة لا .
بعد زواج يضارع زواج الضفادع في بركة مهجورة قذرة، وبعد تمشيط شفتيها المفخختين اكتشف أن تحت لسانها حزاما ناسفا وألغاما ومتفجرات قابلة للانفجار لأتفه الأسباب ومن ثم صار ينتقي مفرداته بعناية مفرطة خشية أن تتعثر شفتاه بحزام ناسف فينفرط جسده وما يحيط به من هيولى وماهيات مزقا مزقا.
ظلت كلمة نعم هي البنت المطواعة الجميلة التي يستخدمها بلباقة لتدجين شوكة هذه المرأة المفترسة التي تمتلك لسان سحلية
بدائية..واشباع أفاعي رغباتها بزقزقة فخمة تصدر من حنجرة نعم.
ذات يوم سيء للغاية انقلبت عليه كلمة نعم انقلاب المفاهيم العلمية على بعضها بعض بحكم القدامة
وتطور الأشياء.
خانته كلمة نعم..يممت وجهها شطر الكمون القسري.
بقي كرسيها شاغرا
جاءت كلمة( لا )ترفل في ثوب قشيب مترنمة بأغاني الرفض والتمرد جالسة على هذا الكرسي
المليء برائحة الجثث الزنخة.
ولسبب بسيط معلول باللامعنى أطلقت زوجته سهاما من طرف لسانها كما لو أنها سهام تتطاير من قوس محارب هندي أحمر.
تناثر ريش الكلمات
ملوثا بأطواق الدم..
قفزت كلمة( لا) مطلقة عقيرتها في وجه تلك المرأة التى تجاوز طول لسانها طول سفينة التايتنيك وكانت بمثابة سقوط عود ثقاب في بركة بنزين..
انفجر ذاك الحزام الناسف واستحال بعلها الى شظايا متناثرة.
فرت كلمة لا الى الغابة المجاورة
كذئب ماكر يقذف طوابير الأشجار
المتطلعة الى زبرجد المستقبل بعواء مترامي الأطراف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق