في المحطة
ينتظر الراحلين القطار
يسأل طفل صغير : اين امي ؟!
ويبكي الأب يا صغيري ماتت في البيت
والبيت في حبة الحنطة
وفي حبة الحنطة الآن سجن
والسجان يمنع الدفن ...
هل وصل القطار ؟!
نريد الرحيل معكم فنحن الغربان لا يعجبنا بأن الزمن
جعل من حبة الحنطة سجن
والسجان من الجرذان
نموت ولا نعيش في الحنطة التي تعيش فيها الجرذان
تصرخ الأرض : غرباء ، غرباء
عليكم الرحيل
وكان الظن بأنهم سيرحلون
ولكن رحل أصحاب الأرض إلا امراة
يرمي رجل بقية سيجارة من يده
يسأل الصغير : هل هي أمي ؟!..
عربة للجرذان تمر من جانب المحطة
تحمل الخبز
يشاهد جرذ الطفل يبكي ، ويرمي عليه برغيف خبز
لا تبكي يا صغير ، نحن لم نقتلها
فكل من حولك من قتلوها
كانوا بالهرب اسرع من هجرتنا إليها
هناك وجدنا دمية ، وأخذت تبكي : إنها دمية طفلي
أخذنا الدمية فماتت فنحن لم نقتلها ...
ديوان لقاء مع فدوى طوقان
الشاعر قدري المصلح
عوده الصغير ١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق